القرض الحسن ودوره في التكافل والتنمية
القرض الحسن ودوره في التكافل والتنمية
مفهوم القرض الحسن:
هو ما يعطيه المقرض من المال إرفاقاً بالمقترض ليرد إليه مثله دون اشتراط
زيادة، ويطلق هذا اللفظ كما جاء في القرآن على المال الذي ينفق على المحتاجين
طلباً لثواب الآخرة.
مشروعيته في الإسلام وأدلته:
أما الحكم العام للقرض فهو الجواز؛ فإنه يجوز للحاجة، وقد دل على جوازه الكتاب
والسنة والإجماع والقياس الصحيح.
أما الكتاب فبقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا
وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
[الحج: 77].
«حَدَّثَنَا سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ
رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ أَنْظَرَ
مُعْسِرًا فَلَهُ بِكُلِّ يَوْمٍ مِثْلِهِ صَدَقَةٌ "
وأما السنة فبقوله صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا
يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه
بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة».
وأما الإجماع فهو ما نراه من تعامل المسلمين به من الصدر الأول إلى الآن.
فلم يكتف الإسلام بوضع قواعد لتوثيق المال المقرَض يأتمن بها صاحب المال
ويطمئن في إقراضها، وإنما حض عليه وحرَّض المؤمنين على دفعه؛ حيث وعد الله لهم
الإثابة عليه، وجعله قربة يتقرب به العبد إليه. كما بين نبي الرحمة صلى الله
عليه وسلم جزاء القائم به من الثواب وعون الله والتيسير له في الدارين. هذا كله
لما في القرض من الرفق بالمحتاجين والرحمة بهم ب تفريج كربهم.
ومع أهمية
القرض الحسن في الإسلام وما رتب الله عليه من الأجر إلا أننا لا نجد له أثرا في
ثقافة الصيرفة الإسلامية اليوم مع أنه يمكن أن يصنف ضمن المسؤولية الاجتماعية لهذه
الصناعة، حيث إنه يعتبر أحد الروافد التي حث عليها الإسلام لسد الفجوة بين الفقراء
والأغنياء ونقل الثروة من ذوي الفائض إلى المحتاجين. كما أنه يساهم في زيادة
الإنتاجية في المجتمع، حيث إن قنوات التمويل للفئات ذات الدخل المحدود تكاد تكون
مسدودة نظرا لعدم وجود الضمانات الكافية لديهم. إلا أن من المضحك المبكي أن يتم
استغلال هذا المبدأ الإسلامي الفريد من قبل أحد رواد الصيرفة الإسلامية كأداة
تسويق الهدف منها جذب حسابات الرواتب التي لا تزال حرة ولم ترتبط بأي تمويل حيث
قرنه بالعديد من الشروط التي حولته من قرض حسن هدفه التوسعة على المسلمين
المحتاجين إلى ما يشبه الطعم لاصطياد هذه الحسابات مما أدى إلى استهجان غالبية
أفراد المجتمع التي رأت في هذا التصرف استغلالا للدين ومبادئه الراقية من قبل
البنك لتحقيق أهدافه المادية عبر تفريغ هذه القيم والمبادئ الإسلامية الأصيلة من
مضامينها وغاياتها. فهل بهذا التصرف وأمثاله يكون وفاء الصيرفة الإسلامية للمبادئ
التي قامت عليها.
أثره في إحداث التكافل الاجتماعي:
وللتخفيف عن
المعسر وضمان حقوقهم يوجد في الدين الإسلامي قوانين حكيمة وعادلة وإنسانية منها
(الإقراض ) فالقرض الحسن عمل إنساني وتكافلي في المجتمع ويحقق نوعاً من الرخاء
الاقتصادي والسعة على الفقراء مما ينشر جوّ المحبة والألفة وتوثيق الوشائج
الإنسانية وأيضاً هو مانع عن الكثير من الجرائم والمشكلات لأن المحتاج إذا لُبي
حاجاته لا يفكر بالطرق الملتوية للحصول على المال إذا ما حصلها من طرقها الصحيحة،
إضافة إلى رضا رب العالمين وما يحصل عليه من الثواب المضاعف وزيادة الرزق بل في
الرواية أن الإقراض أفضل من الصدقة ربما لحفظ ماء وجه الإنسان وصون كرامته وعزة
نفسه
كما أن الإسلام أثاب على الإقراض وشجعها لتسيير أمور الناس لم يغفل عن الطوارئ
الحادثة والخروقات المعقدة للقرض كأن يماطل المديون في تسديد القرض.. فاتخذ الطريق
المعتدل والحل المنصف لكل من الدائن والمديون وحيث أن الإقراض هو عمل إنساني مستحب
يقوم به الإنسان عن قناعته بدون إكراه من أحد فعليه أيضاً أن يراعي حالة المديون
المعسر دون الضغط عليه بل عليه من باب إتمام المعروف أن يصبر عليه حتى يتيسر أموره
.
وكذلك بالنسبة للمديون فمن باب الوفاء وجزاء عمل الخير بأحسن منه أن لا يماطل في تسديد ما عليه من القروض .
وفي ذلك روي عن الإمام الصادق (عليه السلام)" كما لا تحل لغريمك أن يمتلك وهو موسر، فكذلك لا يحل لك أن تعسره إذا علمت أنه معسر".
وكذلك بالنسبة للمديون فمن باب الوفاء وجزاء عمل الخير بأحسن منه أن لا يماطل في تسديد ما عليه من القروض .
وفي ذلك روي عن الإمام الصادق (عليه السلام)" كما لا تحل لغريمك أن يمتلك وهو موسر، فكذلك لا يحل لك أن تعسره إذا علمت أنه معسر".
0 Response to " القرض الحسن ودوره في التكافل والتنمية"
إرسال تعليق