المدرسة القديمة (التقليدية)
المدرسة القديمة
ترتكز المدرسة القديمة بطرقها وأساليبها التعليمية على أن المعلم هو المصدر الأول للمعرفة والعامل الفعال الأساسي لعملية التعلم وبهذا تكون أهملت دور المتعلم كلياً . كما أكدت المدرسة القديمة من خلال المنهج والمقررات الدراسية على تكثيف المعلومات النظرية وتوصيلها للمتعلم عن طريق الحفظ دون الاهتمام بالنظرية الحديثة للتعلم والتي تعتمد على الفهم والإدراك .
بينما نجد المدرسة الحديثة ركزت بشكل أساسي على استخدام المتعلم لجميع حواسه كأدوات للتعلم ، تتصل بما حوله من مؤثرات وتنقلها إلى العقل الذي يقوم بتحليلها وتصنيفها على شكل معارف وخبرات يستوعبها ويدركها ليستخدمها في مواجهة ما يقابله من مواقف حياتية جديدة .. كما رفعت المدرسة الحديثة من قدر المعلم بأن جعلت منه موجهاً ومشرفاً ينظم عملية التعليم والتعلم في ضوء استخدام وظيفي للطرق والأساليب الحديثة والتي تعتمد على المشاهدة والاستقراء والعمل وتنمية الميول والاتجاهات .
وعن طريق المشاهدة والعمل واستخدام المتعلم لجميع حواسه يكتشف المتعلم الحقائق العلمية حيث يقوم العقل بتصنيفها لاستخلاص القوانين منها للوصول إلى الخبرات الحسية وإدراك وفهم الحقائق العلمية المطلوبة .
ويمكن البرهنة على ذلك عن طريق وضع طالب في موقفين:
الأول : يستذكر الطالب دروسه بالقراءة بعينه فقط .
الثاني : يستذكر الطالب دروسه بالقراءة بعينه ، وبصوت عال بلسانه ويكتب ويلخص ما يقرأ بيده .
سيكون الفرق واضح جداً في نتيجة الاستذكار بين الموقفين.
إن الطريقة العلمية لا تفصل بين الهدف والوسيلة :
فالهدف يحدد الوسيلة المناسبة ... والوسيلة الجيدة تساعد على تحقيق الهدف وذلك من حيث كون الوسيلة محتوى تعليمي يشمل واقع المعرفة ومرتكزاً للأسلوب التعليمي .
ومع ذلك على المعلم أن يدرك بأن أهمية الوسيلة لا تكمن في الوسيلة بحد ذاتها بل بمقدار ما تحققه هذه الوسيلة من أهداف سلوكية محددة ضمن نظام متكامل يضعه المعلم لتحقيق الأهداف العامة والخاصة للدرس .
تعريف الوسيلة التعليمية :
هي مجموعة المواد والأدوات التي لا تعتمد على استخدام الألفاظ وحدها وإنما تعتمد على استخدام الخبرات الحسية المباشرة وغير المباشرة ، حتى يستخدم الطالب حواسه المختلفة من بصر وسمع ولمس وشم وتذوق .
الوسائل التعليمية : ( هي أجهـزة وأدوات ومواد يستخـدمهـا المعلـم لتحسـين عملية التعليـم والتعلـم )
وقد تعددت مسميات الوسائل التعليمية والتي منها : [ وسائل الإيضاح ، الوسائل البصرية ، الوسائل السمعية ، الوسائل المعنية ، وأحدث تسمية لها " تكنولوجيا التعليم " التي تعني علم تطبيق المعرفة في الأغراض العلمية بطريقة منظمة ]
والوسائل التعليمية : ليست كما قد يتوهم البعض على أنها شيئاً إضافياً يساعد على الشرح والتوضيح فقط أو أنها أعدت لتجميل حائط الفصل ، بل هي جزء لا يتجزأ من عملية التعلم التي يجب أن تشترك فيها الأيدي والحواس لتكون ناجحة ملائمة لفطرة الطفل.
وخير الوسائل هو ما كان من الواقع ، من بيئة الطفل ، ولكن يتعذر في كثير من الأحيان وجود مثل هذه الأشياء فيستعاض عنها بما يماثلها ، وفي هذا مجال واسع للابتكار والإبداع في تصميم وصنع الوسيلة التعليمية .
فوائد الوسيلة التعليمية :
1) توفر خبرات حسية كأساس للتفكير السليم .
2) تزيد من اهتمام الطلاب وتدفعهم للتعلم الذاتي .
3) تقلل من معدل النسيان عند الطلاب .
4) تسهم في توضيح المعاني بطريقة مشوقة .
5) توفر للطلاب خبرات يتعذر مشاهدتها في الواقع .
دور الوسائل التعليمية في تحسين عملية التعلم :
يمكن للوسائل التعليمية أن تلعب دوراً هاماً في النظام التعليمي إذا استخدمت وفق معايير نظامية علمية صحيحة ، إلا أن هذا الدور عند بعض المعلمين لا يتعـدى الاستخـدام التقليد لبعض الوسـائل دون التأثير في عملية التعلم نظراً لافتقاد هذا الاستخدام للأسلوب النظامي الصحيح .
ويتمثل الدور الذي تلعبه الوسائل التعليمية في عملية التعليم والتعلم بما يلي :
1) إثراء التعليم: تلعب الوسائل التعليمية دوراً جوهرياً في إثراء التعليم من خلال إضافة أبعاد ومؤثرات خاصة وبرامج متميزة تساعد في
توسيع خبرات المتعلم وتيسير بناء المفاهيم وتأصيل العلوم والمعارف في ذهن المتلقي .
2) استثارة اهتمام التلميذ وإشباع حاجاته للتعلم : يكتسب التلميذ من خلال الوسائل التعليمية المختلفة بعض الخبرات التي تثير اهتمامه وتحقق أهدافه . وكلما كانت الخبرات التعليمية التي يمر بها المتعلم أقرب إلى الواقعية أصبح لها معناً ملموساً وثيق الصلة بالأهداف التي يسعى التلميذ إلى تحقيقها والرغبات التي يتوق إلى إشباعها .
3) تساعد على زيادة خبرة التلميذ مما يجعله أكثر استعداداً للتعلم .
4) تساعد الوسائل التعليمية على اشتراك جميع حواس المتعلم ، ويترتب على ذلك بقاء أثر التعليم في نفس المتعلم
القواعد التي يجب مراعاتها عند استخدام الوسيلة : ــ
أ) تحديد الهدف من استخدام الوسيلة .
ب) التمهيد لاستخدام الوسيلة .
ج) تناسب الوسيلة مع مستوى إدراك الطلاب .
د) تجربة الوسيلة قبل عرضها على الطلاب .
ه) التأكد من رؤية جميع التلاميذ للوسيلة خلال عرضها .
و) التأكد من تفاعل جميع الطلاب مع الوسيلة .
ز) إتاحة الفرصة للطلاب للمشاركة في استخدام الوسيلة .
ح) عدم التطويل في عرض الوسيلة تجنباً للملل .
ط) عدم الإيجاز المخل في عرض الوسيلة .
ي) عدم ازدحام الدرس بعدد كبير من الوسائل .
ك) عدم إبقاء الوسيلة أمام التلاميذ بعد الانتهاء من استخدامها تجنباً لانصرافهم عن متابعة ما تبقى من الشرح .
ل) الإجابة على أية استفسارات ضرورية للمتعلم حول الوسيلة .
أساسيات في استخدام الوسائل التعليمية :
1 ) تحديد الأهداف التعليمية التي تحققها الوسيلة بدقة : وهذا يتطلب معرفة جيدة بطريقة صياغة الأهداف بشكل دقيق قابل للقياس ، ومعرفة أيضا بمستويات الأهداف : المعرفي ، والوجداني ، والحركي ...
2 ) معرفة خصائص الفئة المستهدفة ومراعاتها : يجب أن تتناسب الوسيلة المستخدمة مع مستوى التلاميذ العمري والذكائي والمعرفي ، وتفي بحاجاتهم حتى نضمن الاستخدام الفعال للوسيلة .
3 ) تهيئة أذهان التلاميذ لاستقبال محتوى الوسيلة : عن طريق طرح بعض الأسئلة التي تدور حول محتوى الوسيلة ، ومحاولة تحديد مشكلة معينة تساعد الوسيلة على حلها .
4) تقويم الوسيلة : ويتضمن التقويم النتائج التي ترتبت على استخدام الوسيلة مع الأهداف التي أعدت من اجلها . ويكون التقويم عادة بقياس تحصيل التلاميذ بعد استخدام الوسيلة ، أو بمعرفة اتجاهات التلاميذ وميولهم ومهاراتهم ومدى قدرة الوسيلة على خلق جو للعملية التربوية .
5) متابعة الوسيلة : والمتابعة تتضمن ألوان النشاط التي يمكن أن يمارسها التلميذ بعد استخدام الوسيلة لأحداث مزيد من التفاعل بين التلاميذ .
أنواع الوسائل التعليمية :
1) الوسائل البصرية : وهي الوسائل التي تعتمد على حاسة البصر فقط ومنها الأشياء والعينات والنماذج والشرائح والرسوم والملصقات ومجلات الحائط والرحلات والمعارض والخرائط والأفلام الثابتة والصامتة والمتحركة ....... الخ
2) الوسائل السمعية : وهي الوسائل التي تعتمد على حاسة السمع فقط ومنها الإذاعة والتسجيلات الصوتية .
3) الوسائل السمعية البصرية : وهي الوسائل التي تعتمد على حاستي السمع والبصر معاً ومنها أفلام الصور المتحركة والناطقة والبرامج التعليمية بالتلفاز والدروس المعدة باستخدام الحاسوب .
0 Response to "المدرسة القديمة (التقليدية)"
إرسال تعليق