لحظة نار خلفت ضحايا



لحظة نار خلفت ضحايا

أمال الروبخ
أطفال بدون مأوى، أطفال يتخذون من الارض فراش ومن السماء غطاء، أطفال بدون هوية، أطفال بلا ماضي وبلا حاضر بل وبدون مستقبل ، طفولة ضائعة بين التشرد وانعدام الامان، أطفال يتخذون من الشوارع المغربية بيوتا لهم، أطفال عرضة دوما لجميع أشكال الاستغلال، جنسي وجسدي اقتصادي ومهني ........
أطفال يدفعون ثمن أخطاء هم أنفسهم كانوا ضحية لها، ورغم حداثة سنهم يتحملون العناية بأنفسهم، لان ليس هناك من يحميهم ، الفانون المغربي لا يحمي الا حاملي الدفتر (الحالة مدنية) ، لاو جود في اعتبار القانون المغربي لأطفال بدون أباء، لأطفال وجدوا من عدم او بتعبير صحيح أوجدوهم من عدم من لا شيء. أطفال نتيجة لحظة متعة منتهية بانتهاء الفترة الزمنية التي جمعت بين من أوجدوهم. 
أطفال يرددون دوما من أنا؟ هل لدي أب أم ؟ من أين أتيت؟ وما هو مصدري ؟ أطفال يقارنون وبلا ملل وبلا انتهاء، وضعيتهم ووضعية أقران لهم، لديهم ام حنون تراعي حاجياتهم تقلق بقلقهم تستيقظ ليلا لتعديل غطائهم تبكي ببكائهم، وأب يسأل دوما عن حاجياتهم عن مأكلهم ومشربهم عن تطبيبهم ومدرستهم، وضعية لا بأس بها بل جيدة يمكن القول ممتازة ، مقارنة مع أطفال وضعيتهم الوحيدة الاستغلال ولعل الاستغلال الجنسي أكثر ما يعانيه الطفل في حضن الشارع ، حيث يكون الطفل محطة أطماع من يعانون الشذوذ الجنسي ، أو أشخاص هدفهم الوحيد إشباع رغباتهم قاتلين بذلك البراءة في قلوب وأعين أطفال قد لا تتجاوز أعمارهم 8 سنوات. قد يتحول هؤلاء الاطفال من أطفال شوارع الى اطفال يتاجرون بأجسادهم فحسب معتقدهم هم محطة استغلال سواء اكان ذلك بالمقابل ام بالمجان.
فإلى جانب الاستغلال الجنسي الذي يعتبر من أبشع ما يمكن ان يتعرض له الطفل، هناك الاستغلال الاقتصادي والمهني حيث نجد أرباب المتاجر ( المواد الغذائية ـ الحدادة .....) يستغلون الاطفال لارتفاع اجرة اليد العاملة فالطفل لن يطالبه بالكثير حيث تكفيه قطعة خبز يأكله ومكان ينام فيه .

أين هو القانون أين هو المجتمع من كل هذا، من يحميهم من سيقف في وجه إعصار الظلم الذي يعصف بهم؟ هل سيبقى السكوت سيد الوقف ؟ اسئلة وغيرها تطرح نفسها بإلحاح كلما حاولنا الخوض في موضوع أطفال الشوارع لانهم في الحقيقة ليسوا أطفال شوارع بل أطفال نتيجة علاقة جنسية ككل العلاقات الاخرى التي تنقصها مؤسسة الزواج.

SUBSCRIBE TO OUR NEWSLETTER

Seorang Blogger pemula yang sedang belajar

0 Response to "لحظة نار خلفت ضحايا"

إرسال تعليق