القيـــم والمدرسة
القيـــم والمدرسة
تشكل المدرسة باعتبارها مؤسسة تربوية فضاء إجتماعيا للتنشئة والتربية والتكويين وهي بذلك مجالا لإنتاج القيم الأخلاقية واستدماجها،ومجالا لممارسة فردية وجماعية ذات بعد قيمي حاسم في بلورة سلوكات أخلاقية تصب في الحياة الإجتماعية.ومن تمة لابد أن تجسد هذه المؤسسة الإجتماعية –بأطرها الإدارية والتربوية- قيم المجتمع،وأن تساهم في الرقي بها وفي بناء قدرات التمحيص والنقد والإختيار العقلي المسؤول لدى الناشئة بلوغا للمواقف الأخلاقية الإيجابية سواء كانت فردية أو جماعية.فما القيم؟وما مصدرها؟
جاء في لسان العرب لإبن منظور:القيم جمع قيمة وهي ثمن الشيء بالتقويم والقوام العدل والاستقامة,وأقام الشيء أدامه،وقومت الشيء فهو قويم لقوله تعالى"وكـــان بين ذلك قوامـــا"(سورة الفرقان الآية67).
وفي المفهوم
الإصطلاحي يراد بالقيم:مجموعة من القواعد التي تقوم عليها الحياة الإنسانية حيث
يتأتى للإنسان أن يصدر حكما ما على شيء ما بالصلاح أو الفساد معتمدا على مجموعة من
المعايير والضوابط التي ارتضاها الشرع محددا ما هو مرغوب وما هو ممنوع.
فالقيم إذن هي
مجموعة من التصورات والمبادئ والمعايير التي يستطيع من خلالها الإنسان التمييز بين
السلوك الإيجابي والسلوك السلبي.
مصدر القيـــــم
تستلهم القيم
مصدرها من الدين والعادات والتقاليد المنسجمة مع روح الشريعة وقواعد الدين.يقول
الدكتور أسامة سليمان في كتابه الأخلاق في الاسلام:"إن مصدر القيم الإسلامية الوحي،ولذلك فهي ثابتة تصلح
لكل إنسان بصرف الن النظر عن جنسه وزمانه ومكانه ونوعه.أما مصدر القيم الأخرى فهو
العقل البشري المحدود أو ما يتفق عليه الناس في المجتمع بالعرف.ولذلك فهي متغيرة
من مجتمع إلى آخر ومن مفكر إلى آخر.".
وقد جاء في القرآن
الكريم ما فيه حث على القيم لقوله تعالى:"إن الله يامر بالعدل والإحسان
وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشــــاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم
تذكـــرون"(سورة النحل الآية4).
وهذا الحث أكدته
السنة النبوية الشريفة في قوله صلى الله عليه وسلم"إنمـــا بعثت لأتمم مكـــــارم
الأخلاق"(رواه مسلم في صحيحه)
يعتبر مدخل القيم من أهم
مرتكزات السياسة التعليمية ببلادنا،لما
لها من أهمية بالغة في الرقي بالمدرسة المغربية أداء وإنتاجا وجودة.فالتسيير
الإداري لمؤسسة تعليمية أو غيرها ليس تشريفا بل مسؤولية جسيمة وأمانة على عاتق
المدير المدبر لشؤون هذه المؤسسة التي يشرف عليها.
والمتأمل في حديث
النبي صلى الله عليه وسلم "إن لله عبادا اختصهم بقضاء حوائج الناس،حببهم إلى
الخير وحبب الخير إليهم،إنهم الآمنون من عذاب يوم القيامة"(رواه البخاري عن ابن عباس).
فهل تم تفعيل منظومة القيم في المدرسة المغربية ؟ألا يمكن القول أن التخلي عن القيم من أسباب إنحطاط وتخلف التعليم ببلادنا....؟
0 Response to " القيـــم والمدرسة "
إرسال تعليق